سورة غافر - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (غافر)


        


قوله عز وجل: {كانوا هم أشدَّ منهم قوة} فيه وجهان:
أحدهما: يعني بطشاً، قاله يحيى.
الثاني: قدرة، قاله ابن عيسى.
{وآثاراً في الأرض} فيه خمسة أوجه:
أحدها: أنها آثارهم من الملابس والأبنية، قاله يحيى.
الثاني: خراب الأرضين وعمارتها، قاله مجاهد.
الثالث: المشي فيها بأرجلهم، قاله ابن جريج.
الرابع: بُعْد الغاية في الطلب، قاله الكلبي.
الخامس: طول الأعمار، قاله مقاتل.
ويحتمل سادساً: ما سنوا فيها من خير وشر.


قوله عز وجل: {وقال فرعون ذروني أقتُل موسى} فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: معناه أشيروا عليّ بقتل موسى لأنهم قد كانوا أشاروا عليه بأن لا يقتله لأنه لو قتله منعوه، قاله ابن زياد.
الثاني: ذروني أتولى قتله، لأنهم قالوا إن موسى ساحر إن قتلته هلكت لأنه لو أمر بقتله خالفوه.
الثالث: أنه كان في قومه مؤمنون يمنعونه من قتله. فسألهم تمكينه من قتله.

{وليدع ربه} فيه وجهان:
أحدهما: وليسأل ربه فإنه لا يجاب.
الثاني: وليستعن به فإنه لا يعان.

{إني أخاف أن يبدِّل دينكم} فيها وجهان:
أحدهما: يغير أمركم الذي أنتم عليه، قاله قتادة.
الثاني: معناه هو أن يعمل بطاعة الله، رواه سعيد بن أبي عروبة.
الثالث: محاربته لفرعون بمن آمن به، حكاه ابن عيسى.
الرابع: هو أن يقتلوا أبناءكم ويستحيوا نساءكم إذا ظهروا عليكم كما كنتم تفعلون بهم، قاله ابن جريج.
ويحتمل خامساً: أن يزول به ملككم لأنه ما تجدد دين إلا زال به ملك.


قوله عز وجل: {وقال رجلٌ مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه} فيه قولان:
أحدهما: أنه كان ابن عم فرعون، قاله السدي، قال وهو الذي نجا مع موسى.
الثاني: أنه كان قبطياً من جنسه ولم يكن من أهله، قاله مقاتل.
قال ابن إسحاق: وكان أسمه حبيب.
وحكى الكلبي أن اسمه حزبيل، وكان مَلِكَا على نصف الناس وله الملك بعد فرعون، بمنزلة ولي العهد.
وقال ابن عباس: لم يكن من آل فرعون مؤمن غيره وامرأة فرعون وغير المؤمن الذي أنذر فقال {إن الملأ يأتمرون بك} [القصص: 20].
وفي إيمانه قولان:
أحدهما: أنه آمن بمجيء موسى وتصديقه له وهو الظاهر. الثاني: أنه كان مؤمناً قبل مجيء موسى وكذلك امرأة فرعون قاله الحسن، فكتم إيمانه، قال الضحاك كان يكتم إيمانه للرفق بقومه ثم أظهره فقال ذلك في حال كتمه.
{أتقتلون رجلاً أن يقول ربي اللهُ} أي لقوله ربي الله.
{وقد جاءَكم بالبينات من ربِّكم} فيها قولان:
أحدهما: أنه الحلال والحرام، قاله السدي.
الثاني: أنها الآيات التي جاءتهم: يده وعصاه والطوفان وغيرها، كما قال تعالى {ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقصٍ من الثمرات} [الأعراف: 130] قاله يحيى.
{وإن يك كَاذباً فعليه كَذِبُه} ولم يكن ذلك لشك منه في رسالته وصدقه ولكن تلطفاً في الاستكفاف واستنزالاً عن الأذى.
{وإن يَكُ صادقاً يصبكم بعض الذي يعدُكم} فيه أربعة أوجه:
أحدها: أنه كان وعدهم بالنجاة إن آمنوا وبالهلاك إن كفروا، فقال {يصبكم بعض الذي يعدكم} لأنهم إذا كانوا على إحدى الحالتين نالهم أحد الأمرين فصار ذلك بعض الوعد لا كله.
الثاني: لأنه قد كان أوعدهم على كفرهم بالهلاك في الدنيا والعذاب في الآخرة، فصار هلاكهم في الدنيا بعض وما وعدهم.
الثالث: أن الذي يبدؤهم من العذاب هو أوله ثم يتوالى عليهم حالاً بعد حال حتى يستكمل فصار الذي يصيبهم هو بعض الذي وعدهم لأنه حذرهم ما شكوا فيه وهي الحالة الأولى وما بعدها يكونون على يقين منه.
الرابع: أن البعض قد يستعمل في موضع الكل تلطفاً في الخطاب وتوسعاً في الكلام كما قال الشاعر:
قد يُدْرِك المتأني بعض حاجته *** وقد يكون مع المستعجل الزلل
{إن الله لا يهدي من هو مُسْرِفٌ كَذّابٌ} يحتمل وجهين:
أحدهما: مسرف على نفسه كذاب على ربه إشارة إلى موسى، ويكون هذا من قول المؤمن.
الثاني: مسرف في عناده كذاب في ادعائه إشارة إلى فرعون ويكون هذا من قوله تعالى.
قوله عز وجل: {ويا قوم لكم الملك اليوم ظاهِرين في الأرض} قال السدي:
غالبين على أرض مصر قاهرين لأهلها، وهذا قول المؤمن تذكيراً لهم بنعم اللَّه عليهم.
{فمن ينصرنا من بأس الله إِن جاءَنا} أي من عذاب الله، تحذيراً لهم من نقمة، فذكر وحذر فعلم فرعون ظهور محبته.
{قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى} قال عبد الرحمن بن زيد: معناه ما أشير عليكم إلا بما أرى لنفسي.
{وما أهديكم إلا سبيل الرشاد} في تكذيب موسى والإيمان بي

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6